20 ألف أرملة في نينوى ...العراق يستعيد ذكرى تحرير الموصل وسط استمرار تحدي (داعش)
10-يوليو-2021

توافق هذه الأيام الذكرى السنوية الرابعة لانطلاق العمليات العسكرية العراقية لتحرير مدينة الموصل وطرد عناصر "داعش" الذين احتلوها بعد انسحاب الجيش والشرطة إبان حكومة نوري المالكي عام 2014، واستمرت تلك المعركة لأكثر من تسعة أشهر، شارك فيها أكثر من 100 ألف عنصر من القوات العراقية و"الحشد الشعبي" والبشمركة وقوات العشائر، بدعم بري وجوي واسع من التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة واشنطن.
وبالرغم من مرور أكثر 4 سنوات على تحرير المدينة، إلا أن آثار الحرب لا تزال شاخصة فيها، إذ خلفت المعارك بحسب تقارير حكومية وبرلمانية ومنظمات محلية أكثر من 40 ألف ضحية وجريح ومفقود بين المدنيين، ودماراً هائلاً أتى على أكثر من 70 في المائة من المدينة.
ولم تشهد مدينة الموصل، وعموم محافظة نينوى، الإعمار الذي وعدت به الحكومة، أو الولايات المتحدة وباقي الدول الأعضاء ضمن التحالف الدولي عقب تحرير المدينة نهاية العام 2017. ولا يزال الخراب يملأ المدينة.
ويرجع مسؤولون محليون وناشطون من الموصل أبرز أسباب عدم تقدم الجانب العمراني والتعمير في المدينة إلى الصراع السياسي بين القوى النافذة في محافظة نينوى.
من جهته، أشار مسؤول محلي في الموصل،، إلى أن "بعض أجزاء مدينة الموصل لا تزال مدمرة، وبعضها تشهد صعوبة في الوصول إليها بسبب تراكم الأنقاض ومخلفات الحرب"، موضحاً أن "القطاع الصحي هو الأكثر تأثراً بالحرب وما بعدها، وذلك بسبب الفساد".
واستدرك بالقول "ليست كل المناطق متأثرة، لأن بعضها تشهد تعميراً مستمراً وتقدماً على مستوى البنية التحتية، أما في مناطق أخرى لا يزال الخراب قائماً، بسبب الجهات صاحبة النفوذ فيها".
وأدت المعارك أدت إلى تعرض 14 مشفى حكومياً للدمار الجزئي، بنسب تتراوح بين 20% و80% للمباني والأجهزة والإمكانات الطبية، بينما أسفرت العمليات الحربية عن تدمير كامل لمشفيي ابن سينا والجمهوري، بحسب مصادر مسؤولة في المدينة.
من جهته، أكد محافظ نينوى الفريق نجم الجبوري أن "استعادة الموصل من براثن عصابات داعش الإرهابية التي جثمت على صدور أهالي نينوى أكثر من ثلاث سنوات تمثل سعادة كبرى لا يمكن وصفها بالنسبة إلى مقاتل مثلي كان أحد المشاركين في صفحات القتال المختلفة ضد هذا العدو».
وقال الجبوري إن "تحرير الموصل وسقوط تنظيم داعش مثلا تحولاً مهماً على صعيد مواجهة هذه العصابات وكيفية النظر إلى المستقبل لا سيما أن أبناء المدينة وكل محافظة نينوى كانت لهم وقفتهم المشهودة على صعيد استعادة مدينتهم وبالتالي هزيمة هذا التنظيم في كل العراق".
وبشأن التحديات التي ما زالت تواجه المحافظة التي هي الثانية في العراق بعد العاصمة بغداد، يقول الجبوري الذي كان أحد قادة النصر في العراق وشغل مناصب عسكرية عليا من بينها قائد عمليات نينوى، إن "التحديات كبيرة لكن تمكنا من أن نعمل في مقابل ذلك أشياء كثيرة من بينها استعادة بعض الجسور وهناك جسور في طريقها إلى العمل فضلاً عن بناء مدارس وتعبيد طرق وقسم من المستشفيات عاد إلى العمل بكامل طاقته وهناك مستشفيات أخرى في طريقها إلى العودة الكاملة للعمل برغم إننا نمر بجائحة كورونا التي أثرت كثيراً على طبيعة عملنا وقيدت الكثير من الأشياء التي كان يمكن أن نعملها لو لم تفاجئنا هذه الجائحة".
وفي هذا السياق قالت مسؤولة محلية بديوان محافظة نينوى، إن "الإحصائيات لدينا ليست دقيقة بخصوص الأرامل في الموصل، ويتوقع أن يكون عددهن 20 ألف أرملة في محافظة نينوى، فضلاً عن 4000 امرأة كان أزواجهن من أقارب مسلحي تنظيم داعش، أو من عناصره".
وأضافت: "نحن في قسم المرأة والطفل بمجلس محافظة نينوى نعتبرهن ضحايا، فمن الصعب أن تعيش المرأة بدون مستمسكات وأوراق ثبوتية، وقد نظمنا ورشَ توعيةٍ للنساء بهدف دمجهن في المجتمع".